يعلم الجميع أنه مع نمو المدن البشرية ، تقل أعداد الحيوانات , فبعد كل شيء ، عندما تبدأ الضواحي بالامتداد إلى أراض لم يتم تطويرها بعد ، سيتعين على الحياة البرية التي كانت تُطلق عليها ذات مرة اسم منزل البرية – الفرار – أو غير ذلك . على الأقل ،كنا نعتقد ذلك كما اتضح ، فالحيوانات البرية لا تنتشر دائمًا في وجه الإنسانية ، لكن في بعض الأحيان ، تتسلل وتتكيف مع أسلوب حياة جديد تمامًا .  إليكم في هذا المقال  مجموعة من الحيوانات غير المتوقعة والتي ستجدها في مدن عديدة حول العالم مستقرة بشكل طبيعي :

الخنازير ببرلين :

في أكتوبر 2012 ، أصيب ثلاثة أشخاص وضابط شرطة عندما هاجمهم خنزير ذكر يبلغ وزنه 276 رطل اي  (120 كيلوغرام) في حي “شارلوتنبورغ ” في برلين ، حيث كان الهجوم حدثًا غير عادي ، لكن فكرة وجود خنزير عملاق يتجول في شوارع المدينة لم تكن كذلك. في الواقع ، كثيرا ما يتحول الخنازير الثقيلة في مروج  بين عشية وضحاها أثناء بحثًها  عن الطعام ، ولكن على الرغم من حجمها ، يكاد يكون من المستحيل تعقب الخنازير أثناء قيامهم بأعمالهم اليومية .

الثعابين في ميامي :

على عكس الخنازير الألمانية الأصلية ، فإن الثعابين المتنوعة والمهاجرة تبقى موجودة في ميامي ، والمشكلة   الاكبر هي أن الناس يشترون الثعابين البورمية وهي (نوع خطير للغاية)  دون أن يدركوا أنه على الرغم من أنها قد تكون بطول 30 سم فقط ، إلا أنها ستنمو بسهولة إلى ثمانية أو حتى 12 ضعف هذا الطول في أي وقت من الأوقات ; فمع مناخها الدافئ ، ووفرة المياه ، والفرائس الوفيرة  ، تبقى ميامي وأجزاء أخرى من ولاية فلوريدا هي البيئات المثالية للثعابين لتزدهر .

الاسود بلوس انجلس :

 تعد لوس أنجلوس ثاني أكبر منطقة حضرية في الولايات المتحدة ، لكنها احتفظت ببعض جوانبها البرية الطبيعية ،ففي الجبال المحيطة بالمدينة  تعيش الأسود الجبلية – آكلة اللحوم الكبيرة – فمصادر المياه التي تمت صيانتها من قبل الانسان  مثل حمامات السباحة والبرك المزخرفة والنباتات المصاحبة لها جذبت الغزلان وبالتالي الاسود  أكثر فأكثر ، الأمر الذي ساعد أعدادهم على النمو ، والانتقال اقرب للناس نتيجة لذلك ، ويعد “Griffith ParK” أحد المعالم الأثرية العظيمة في لوس أنجلوس ، وليس فقط لأنه موقع علامة Hollywood ، الا انه اصبح مكانا افضل للاسود  التي تفضل المشي لمسافات طويلة . 

ذئاب شيكاغو :

والحقيقة أن الذئاب قد وجدت طريقها إلى كل مدينة أمريكية رئيسية تقريبًا – بما في ذلك نيويورك”كوينز” ، ولكن في شيكاغو ، وجدوا مكانًا مناسبًا يناسبهم تمامًا الا وهو : المقابر والمساحات الخضراء العظيمة لمقبرة “غريسلاند” ومقبرة “أكاسيا بارك” وغيرها ، هذه الاخيرة التي تعد جيدة جدًا حيث لا يمكن للمفترس ذي الحجم المتوسط أن يفوتها . ولكن  على الرغم من وجود 4000 ذئاب غريبة تعيش في “تشيكاجولاند” ، لم يكن هناك قط أي هجوم موثق في شمال شرق إلينوي .

نارا اليابانية , مدينة الغزلان :

تعد مدينة نارا اليابانية موطنا  لأكثر من 1000 قطيع من غزلان السيكا التي تجوب الشوارع المزدحمة وترفه عن المارة والسياح، فقد تكيفت مع سكان المدينة  بفضل طبيعتها الخجولة لانها حيوانات هادئة ولطيفة تمنح الشعور بالسلام والراحة ، اذ اصبحت صديقة للانسان تتجول بكل حرية في الشوارع . اليوم ، تعد نارا واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في اليابان بفضل غزلان السيكا  (ولكن يجب ألا تنسى أبدا أنها لا تزال حيوانات برية) .

الفهود في مومباي :

تعتبر مومباي  أغنى مدينة في الهند وموطنها عدد من البشر يبلغ حوالي 20 مليون نسمة ، ولكنها تحتوي أيضًا على واحدة من أكبر الغابات الحضرية المحمية في العالم وهي  حديقة سانجاي غاندي الوطنية (SGNP)والتي  تمتد على مساحة 104 كيلومترات – أي بحجم 30 متنزهًا مركزيًا – وتضم أكثر من 1000 نوع من النباتات والحيوانات . هنا في تشونا بادا ، وهي قرية قبلية مكونة من 40 منزلاً داخل حدود الحديقة ، تعد  الفهود بمثابة روتين يومي اذ يتلقى السكان زيارة من القطط الكبيرة عدة مرات في الأسبوع ، كما تم التقاط صور لها في الاحياء الفقيرة والمجمعات السكنية والمدارس في مومباي الحضرية .

ضباع اثيوبيا :

لا يعيش الضباع عمومًا في مدينة هارار في إثيوبيا ، لكنهم يذهبون إلى المدينة بشكل جماعي كل ليلة تقريبًا حيث يأتون بحثًا عن قصاصات من اللحم ، والتي يعطيها الناس بكل سرور ما لم تؤذي أطفالهم . إنها ممارسة بدأت مع رجل يدعى “يوسف موم صالح” ، والذي بدأ في تغذية ورعاية الحيوانات منذ زمن . اليوم ، يحمل ابنه “عباس يوسف” هذا التقليد . فخلال حديثه مع مجلة “رويترز “، وصف يوسف الأصغر سناً كيف تعمل تغذية الضباع بشكل أفضل للجميع. قائلا “ان الضباع لم تهاجم  أبداً أهل هارار بعد أن بدأ والدي فيما مضى في إطعامهم “. والجدير بالذكر ان الساكنة هناك كانت تمنح كل ضبع اسما يستجيبون له ويتصلون به باستخدام لهجة “الضبع” حيث يقوم رجال الضباع باطعامهم عن طريق الفم وذلك باستخدامهم قطع اللحوم النيئة التي يقدمها المتفرجون .

ثعالب لندن :

على مدار العشرين عامًا الماضية ، زاد عدد الثعالب الحضرية في المملكة المتحدة أربعة أضعاف.  وربما من المستغرب أن بريطانيا ليس لديها أعلى تركيز للثعالب الحضرية الا ان هذا اللقب يذهب إلى “بورنموث” بـ 23 ثعالب لكل كيلومتر مربع ،حيث  يوجد في لندن 18 من الثعالب لكل كيلومتر مربع وبريستول لديها  16 . ومن المعتقد أن الاعداد الكبيرة من الفئران في لندن هي نقطة جذب كبيرة للثعالب الحضرية ، فهي أداة فعالة في إبقاءها في  المدينة ، اذ لا تحصل الثعالب دائمًا على تعامل متعاطف بشكل خاص من الساكنة ، فكثير من الناس ينظرون إليهم على أنهم مصدر إزعاج خطير .

8 “حيوانات أليفة” تحولت إلى حيوانات برية!