اخر الصور لشوارع شنغهاي التاريخية (بلد التنوّع الثقافي والعرقي) قبل هدمها في سبيل الحداثة!

كودي إلينغهام مصورة ليلية من نيو زيلاند انطلقت في مهمة لتصوير شوارع تاريخية بشنغهاي قبل أن يتم تهديمها كما فعلو مع منازل حارة شيخومين القديمة والمزخرفة. لقد شرعت في مشروع لاستكشاف مساكن شيكومين الجماعية المختفية التي تعد فريدة من نوعها كأقدم أحياء شنغهاي في سلسلة من الصور تخت عنوان “شوارع شنغهاي”.

تم بناء هذه المباني المستوحاة جزئياً من التصاميم الصينية على غرار “الهوتونغ” في العاصمة والتي تأثرت تأثراً شديداً بالأساليب الاستعمارية والفنلندية الفرنسية والبريطانية بين نهاية القرن التاسع عشر والحرب العالمية الثانية.

في الماضي تم تقسيم المدينة إلى ثلاث مناطق: الامتياز الفرنسي، التسوية الدولية ومنطقة لاوكسمن الصينية. الامتياز الفرنسي يحتفظ بالجزء الأكبر لان معظم المنازل بشنغهاي متراصة وتصطف على جانبيها الأشجار وهذه تصاميم أما اسبانية أو باريسية. لكن مع ذلك فهناك الكثير من الصخب الصيني في أغلب الشوارع الشعبية القديمة مع أسواق اللحوم الصاخبة، الدراجات النارية الكهربائية المعدلة، حزم من الأسلاك المتدلية من أسطح المنازل، أضواء النيون الطنانة والضباب الدخاني الكثيف الذي يعكس رواج المدينة. توفر ألعاب الورق والمتاجر الممتدة على طول الشوارع أجواءً اجتماعية رائعة لا توفرها اي من الأحياء الأخرى. 

أقدم حي في شنغهاي يسمى شيكومين بمعنى الطوب أو البوابة الحجرية. هذه المنازل والأحياء هي التي تصنع شنغهاي لانها ترسخ الحياة الأصيلة منذ القرن التاسع عشر تقريبًا الى ما بعد الحرب العالمية الأولى. ولكن رغم كل هذا فإن الوقت بدأ ينفد لأن هذه الاحياء الثراثية مهددة بالهدم عما قريب.

هناك أجواء مميزة تحس بها عندما تسير بين منازل هذه الشوارع تسمع لهجة شانغهاي تتدفق من النوافذ والعديد من كبار السن الذين لا يتركون أبواب منازلهم، كل ما يحتاجونه لعيشهم موجود هناك هم مكتفون بانفسهم ومنعزلون تماما عن العالم المحاذي لهم. لكن للأسف فقد تجد في بعض الاحياء الان بداية الهدم وبناء بعض المتاجر الحديثة وهذا يجعل الشوارع تفقد جوهر ما تملكه حقًا.

بالصور: أكثر الشوارع سحراً في العالم مظللة بالأزهار والأشجار