تقع بلدة الحمه في الجزء الشمالي من الجزائر بمقاطعة خنشلة ، وسط أشجار الصنوبر الخضراء والأرز وغابات البلوط المورقة في جبال أوريس حيث مناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل يمهد الطريق لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة الفريدة. والتي من بينها ، يمكنك العثور على جوهرة نادرة حمام روماني قديم كان موجودًا منذ 2000 عامًا وصنف على أنه تراث تاريخي وطني محمي، يطلق عليه حمام الصالحين ولا يزال يستخدم حتى اليوم كما كان منذ آلاف السنين اذ يشتهر بفوائده العلاجية ، فهو لا يجذب السكان المحليين فحسب ، بل السياح من جميع أنحاء العالم أيضًا.
ويتميز هذا المكان الرائع بالهواء النقي للجبال (1.500 متر أو 4921 قدمًا فوق مستوى سطح البحر) بالإضافة إلى العمارة الرومانية القديمة المتميزة والفضائل العلاجية لمياه الحمامات التي تستقطب ما يقرب من 700000 زائر كل عام.
ومن المعروف أن مياه حمام الصالحين النقية والغنية بالمعادن تبلغ فيهادرجة حرارة الماء حوالي 70 درجة مئوية (158 درجة فهرنهايت) والتي يعتقد أنها تساعد في علاج الأمراض الروماتيزمية والأمراض الجلدية والجهاز التنفسي كذلك. بالطبع ، كما هو الحال مع أي منتجع صحي محترم ،فان حمام الصالحين يقدم علاجات الاسترخاء والتدليك وحتى جلسات العلاج المائي التي يقدمها أخصائيي العلاج الطبيعي العاملين هناك.
يحتوي حمام الصالحين على حمامين – أحدهما مستطيل مصمم للذكور ، بينما تستخدم النساء حمام السباحة الدائري. ويبلغ قطر أحواض السباحة ثمانية أمتار وعمقها حوالي متر ونصف. ومع ذلك ، على الرغم من أن المكان يحظى بشعبية كبيرة ، ليس فقط بين السكان المحليين ، ولكن السياح أيضًا ، فإنه يفتقر إلى بنية تحتية جيدة ، لذلك ليس من السهل الوصول إلى هناك. لكننا نعلم جميعا أن الأشياء الجيدة تستغرق وقتا .
ويعد الأمر الأكثر سحريا حول المكان ، هو أنه حتى بعد ألفي عام من الزلازل وعدم الاستقرار السياسي والصراعات الاقتصادية وحتى الحروب لا يزال قائما بفخر ويستمر في تقليد طقوس الاستحمام اليومية نظرا لكون الحمامات تشكل جزءًا مهمًا جدًا من الثقافة العربية، حيث يتم استخدامها أيضًا كمكان اجتماعي لمناقشة الأخبار والمسائل ذات الأهمية في جو مريح.
وقد لعبت الحمامات بأنواعها المختلفة دورا هاما في حياة الشعوب منذ آلاف السنين، حيث تشير أكثر المصادر الى أن إنشاء الحمامات الشعبية يعود الى العصر الروماني في ايطاليا أو في الولايات الرومانية والتي كانت وسيلة هامة للنظافة وتخفيف آلام الجسم والبحث عن الجمال أيضا، فالفراعنة استعملوا حمامات الطمي، وواروا أجسامهم في الرمال الساخنة، كما عرفوا فوائد الحمامات البخارية وطرق العلاج المائي، فكانت لهم في ذلك طقوس خاصة بهم، ولا تزال بعض آثارهم من تلك الحمّامات قائمة الى غاية اليوم، كحمام كيلوباترا بمحافظة قنا، وحمام فرعون بصحراء سيناء.كما أشار القدماء الى ما تعطيه هذه الحمامات من نشاط لجسم الإنسان، وهذا مانستشفه مما ورد في أبجد العلوم «ينشأ النشاط عن الحمام والكسل عن الإعياء».
واخيرا فان حمام الصالحين يحمل قيمة تاريخية كبيرة إضافة إلى فوائد مياهه الصحية والعلاجية وكذلك وجوده في منطقة طبيعية جميلة وسط المناظر الخلابة.
Leave a Comment