انا تيجس بروكامب ; مصور وكاتب ومخرج سينمائي ،سافرت مؤخراً حول أفغانستان كجزء من مشروع التصوير الفوتوغرافي الذي سافرت من اجله إلى جميع بلدان آسيا الوسطى حيث كان الهدف هو إظهار كيف تبدو هذه البلدان التي أسيء فهمها وغير المعروفة حقًا وكيف تقف تحيزاتنا في طريق التواصل مع الثقافات والأديان والبلدان والأشخاص المختلفين عنا وفهمهاوقد أصبحت الرسالة التي أجدها أكثر أهمية بشكل متزايد ،والجدير ذكره ان كرم الضيافة التي لا تصدق والتفاعلات الأصيلة والروابط الحقيقية التي أجريتها مع السكان المحليين غيرت وجهة نظري ومنظور الناس في بيئتي في هذا الجانب من العالم. آمل أن أستمر في نشر هذه الرسالة إلى أقصى حد ممكن.

الجامع الأزرق في مزار الشريف، شعرت أنه في المسجد أستطيع أن أرى الحياة اليومية كما لو كانت بلا حرب

لقد ظلت أفغانستان في حالة حرب منذ حوالي 40 عامًا بدون أي نهاية في الأفق. الصور وقصص الحرب والإرهاب هي عمومًا معلومات فقط تصل إلينا عبر وسائل الإعلام عن البلد. وبالتالي فإن الصورة التي لدينا في أذهاننا للبلد سيئة للغاية بالطبع. فعلى الاغلب تتخيل أن تكون أرض قاحلة بعد  الامور المروعة ، حيث يرمي الناس القنابل على بعضهم البعض طوال اليوم. لكن دعني اقول لك ان الأمر ليس كذلك.

يوم الجمعة ، تأتي مجموعات كبيرة من العائلات والأصدقاء إلى المسجد لاداء الفرائض وتتسكع بعد الصلاة

 الأطفال يلعبون، والناس تتحدث في مودة بعيدا عن الأنانية ،و يضحكون. هكذا يجب أن تكون الحياة في أفغانستان

مفاجأة مفاجئة ، ليس كل أفغاني إرهابي يريد تدمير العالم الغربي. إنها نسبة صغيرة فقط من السكان المتطرفين الذين يمنحون المسلمين سمعة مروعة، فغالبية السكان الأفغان لا يتفقون مع جماعات مثل طالبان وداعش على الإطلاق ولا يعتبرونها مسلمين حقيقيين ، لأن ما يفعلونه هو ضد العديد من قواعد الإسلام.

ويعد الجلوس ، والدردشة مع الاصدقاء وشرب بعض الشاي عنصرا اجتماعيا رئيسيا في الثقافة الأفغانية

لم أكن ألتقط صورًا مثيرة للجيش في قتاله مع الإرهابيين أو في أعقاب تفجير انتحاري في أفغانستان. بدلاً من ذلك ، أريد أن أوضح أن الحياة تستمر رغم الحرب،كما أريد أن أتحدث عن كيف تجاذب الجميع في الشوارع معنا الحديث ، في المطاعم والفنادق وما إلى ذلك ، وكانوا فخورين جدًا بأننا زرنا بلادهم ، وكيف دعانا الناس إلى منازلهم ، وكيف كنا نتناول طعامًا لذيذًا ( الكباب الأفغاني) ، كيف حصلت على رجم بشكل لا يصدق مع المشرف على أقدم مسجد في أفغانستان وكيف استقبلنا بوجوه ودية وفضولية في كل مكان.

طالب يستفيد من السلام والهدوء في مسجد هرات لدراسة كتبه

أعتقد أن إظهار هذا الجانب من البلاد ينتج صورة أكثر دفئا وصدقاً عن البلد مما يصور في وسائل الإعلام وأنه يرسم صورة مختلفة عن البلد أكثر من الحرب اذ تستمر الحياة في أفغانستان وتستمر رغم كل المشاكل حيث يعيش الناس حياتهم اليومية ويبحثون فقط عن نفس الأشياء التي نبحث عنها هنا في الغرب ، فالاجواء سعيدة وتمكّن من رعاية أطفالك وتربيتهم.

وقد كان جيل الشباب حريصًا على اختبار اللغة الإنجليزية معي

بزارات من القلب النابض لقرية أو مدينة في هذا الجزء من العالم،انها حقا مثالية لمراقبة الحياة المحلية

الأفغان شعب فخور ومرن وقوي، حيث انهم قد مروا بالكثير من البؤس، وفي نظري فان أقل ما يستحقونه هو أن الناس يعرفون كيف هم حقًا ، فهم طيبون وودودون  ويأملون في أن يعود الاستقرار مرة أخرى إلى بلدهم. ودعونا لا ننسى أنه بعد الحرب والسياسة والإرهابيين ، هناك ملايين الأشخاص الذين يحاولون أن يعيشوا حياة طبيعية، فالنزاعات سوف تستمر بين الثقافات إلى ما لا نهاية إذا لم نغير سلوكنا تجاه بعضنا البعض. إن المثابرة في محاولة عدم فهم بعضنا البعض سوف تسود في نهاية المطاف على الجهل وإساءة معاملة بعضهم البعض.

سوق الطيور في كابول هو سوق قديم يعج بالناس في الأزقة الصغيرة والممرات الضيقة

وياتي الناس الذين يبحثون عن حيوان أليف ، كالطيور الى هذا المكان وشراء الطيور المتاحة

هذا عامل في مصنع بلاط 

هنا ما زالوا يصنعون البلاط للمساجد بالطريقة التقليدية

 التدخين هو تقليد قديم  يسبق القواعد الإسلامية ، وهو شائع جدًا في جميع أنحاء البلاد

شعب الهونزا :أكثر البشر المعمرين على وجه الأرض (يعيشون حتى 145 عام)