كن على يقين بأن أي شيئ نفعله للطبيعة سترده لنا سواء بالخير أو بالشر ولا يخفى على احد الأثار المدمرة التي خلفناها على الطبيعة والتي نحصد نتائجها الان لكن هذا لا يعني أن الأمر يسري على العموم فهناك أشخاص اهتمو بالبيئة لسنوات واهتمامهم أثمر ينتائج غير متوقعة وهنا سنقدم لكم تجربة بحثية كانت خير دليل على هذا القول اليكم تفاصيلها.
في عام 1997 وافقت كوستاريكا على السماح لشركة عصير بإلقاء قشورها البرتقالية في الغابة – بعد 16 عامًا قام الباحثون بإعادة الطبقات للكشف عن قصة نجاح تجربة للحفاظ على البيئة.
بدأ كل شيء في عام 1997 عندما تعاون اثنان من علماء البيئة من جامعة بنسلفانيا مع شركة عصير فواكه صغيرة تسمى ديل أورو ومقرها في كوستاريكا. تملك الشركة أرضًا في منطقة محمية بجواناكاست وهي حديقة وطنية تقع في الركن الشمالي الغربي من البلاد، والتي أرادت منظمة الحفظ الحصول عليها لذلك تم إبرام هذه الصفقة.
في مقابل الأراضي الحدودية التي تملكها Del Oro قاموا بالتوقيع على الصفقة بحجة السماح لهم بإلقاء بعض نفاياتهم الزراعية في مناطق مخصصة بالحديقة، قد يبدو السماح لهم برمي نفاياتهم على أراضي محمية فكرة مجنونة لكنها كانت مدروسة جيدًا.
لا تستخدم Del Oro المبيدات الحشرية وكان يُسمح لها فقط بالتخلص من بعض النفايات الزراعية قشور البرتقال ولب البرتقال غالبا. بالإضافة إلى ذلك كانت مواقع القمامة المخصصة جميعها على الأجزاء المتدهورة في المتنزه مما يعني أن جودة التربة كانت سيئة. على اثر الاتفاق وسعت الحديقة حدودها وكان لدى الشركة نظام لمراقبة النفايات.
لم يكن الجميع سعداء بهذه الصفقة فشركة فواكه منافسة تدعى TicoFrut – “تيكو” جاءت بعد ديل أورو وقاضتهم، كان زعمهم أن الإغراق كان خطيرًا لأنه راكم أكواما من القشور المتطايرة والذباب والأهم من ذلك بالنسبة لهم أنه أمر غير عادل فقد كان موضع حسدهم بسبب حادثة سابقة أجبرت فيها الشركة على إصلاح منشأة لمعالجة النفايات الخاصة بشركتهم لذلك شنت حربا إعلامية شاملة ضد تجربة الإغراق التي قامت بها Del Oro وانقلبت البلاد كلها ضدهم على الرغم من الدعم والأدلة التي قدمتها المجموعات البيئية مثل Rainforest Alliance مؤكدة فيها أن المشروع آمن من الناحية البيئية لكن القضية أغلقت وتوقف المشروع.
الضجة لم تكن بمثابة صدمة فقط بل كانت هزة عالمية في مجال الحفاظ على البيئة فكوستاريكا تقود العالم منذ الثمانينات في مجال الحفاظ على البيئة مستفيدة في ذلك من التنوع البيولوجي المذهل للبلاد. تشكل الدولة الصغيرة 0.03 في المائة فقط من مساحة اليابسة في العالم، يفخر سكان كوستاريكا بثقافتهم الواعية للبيئة، والتي توفر أيضًا عشرات الآلاف من الوظائف من خلال السياحة البيئية وقطاعات حماية البيئة.
على مدار المشروع تم إلقاء 12000 طن من لب البرتقال والقشور على مساحة ثلاثة هكتارات لكن بعد قضية المحكمة تم إيقاف تجربة Del Oro وتراجع الغضب ولكن بقيت القشور القديمة قابعة في الحديقة وبعد مضي ستة عشر عامًا في عام 2013 كان تيموثي تويرور وهو طالب دراسات عليا في جامعة برينستون يبحث في مشروع Del Oro وربطه أحدهم بأحد علماء البيئة الأصليين في ذلك المشروع وهنا جاءت الفكرة للقيام بدراسة لمتابعة التأثيرات التي أحدثتها القشور البرتقالية على الأرض لذلك سافر تويرر إلى كوستاريكا وما وجده لا يمكن لأحد توقعه.
وقال تويرر: “كان ممتلئاً بالأشجار والكروم لدرجة أنني لم أستطع حتى رؤية اللافتة التي يبلغ طولها 7 أقدام وعليها أحرف صفراء زاهية تحدد الموقع الذي كان على بعد أمتار قليلة من الطريق، كنت أعلم أننا نحتاج إلى التوصل إلى بعض المقاييس القوية حقًا لفهم ما كان يحدث هناك”.
غادر الباحث وعاد في عام 2014 مع فريق كامل لدراسة الأرض الخصبة التي أعيد تنشيطها، لاحظ تويرر وفريقه أنه كانت هناك زيادة بثلاثة أضعاف في ثراء الأنواع النباتية الخشبية بزيادة 176 في المائة مقارنة بالمناطق التي تمت تغديتها ومعالجتها.
وقال ديفيد ويلكوف مؤلف مشارك في الدراسة: “تنتج الكثير من المشاكل البيئية عن الشركات ولكي نكون منصفين فإنها تنتج ببساطة الأشياء التي يحتاجها الناس أو يريدونها لكن يمكن تخفيف الكثير من تلك المشكلات إذا عمل القطاع الخاص والمجتمع البيئي معًا. أنا واثق من أننا سنجد العديد من الفرص لاستخدام “بقايا الطعام” في إنتاج الأغذية الصناعية لإعادة الغابات المدارية. “
توصل الباحثون في دراستهم أن القشور قد حولت بالكامل خصوبة الأرض من تربة قاحلة لا حياة بها إلى تربة غنية وسميكة وربما قد تكون كبحت نمو العشب الغازي الذي منع الغابة من الازدهار أيضا.
أعطى هذا البحث أملا للشركات للتخلص من نفاياتها بطرق سليمة.
موقع رواسب قشر البرتقال والمراعي المجاورة
Leave a Comment