علوم أخبار الساعة فضاء العلوم معلومات عامة

غابات الأمازون لا تحترق .. بل يتم احراقها

غابات الأمازون

الكثير منا سمع عن حرائق غابات الأمازون والكل يعرف بأنها مصيبة كبيرة تعيشها الكرة الأرضية لان هذه الغابات تشكل نسبة 20 في المئة من أكسجين الأرض. 

غابات الأمازون

عندما تشتعل الحرائق في الغابات عادة يكون السبب حدثا عرضيا واحيانا تكون الحرائق امرا عاديا لانها جزء طبيعي من المنظومة البيئية وفي أحيان أخرى يتم اشعالها بشكل متعمد من قبل المجرمين عندما ترغب الحكومة في القبض عليهم ولكن في حالة غابة الامازون فالحرائق ليست جزءا طبيعيا من المنظومة البيئية فالأشجار في الغابات المطيرة ليست لديها القدرة على تجاوز ما نسميه نحن أحد “الحرائق البسيطة” لذلك فالحرائق التي تشتعل في مثل هذه الغابات هي حرائق مقصودة والغرض منها ليس فقط احراقها بل ان هناك غاية اقتصادية جشعة وراءه فمثلا تحويل هذه الغابات الى مراعى للماشية سيكون أحسن من تركها قابعة هكذا بدون استعمالات ستذر على الدولة بالكثير من النقود.

غابات الأمازون

غالبا ما تشتعل الحرائق في فصل الصيف وهذا أمر طبيعي في الأمازون ولا يمكننا أن ننكر بأن الحرائق في ازدياد مستمر لكن من السهل تجاوز كل هذه العقبات بسبب وفرة المياه ودرجة الحرارة المرتفعة لأن الأمطار التي تنزل من الأشجار داخل الغابات تتبخر فتعود مجددا الى الغلاف الجوي لتكون الأمطار من جديد وبالمناسبة فالشجرة الواحدة قادرة على أنتاج ما يناهز 200 ألف لتر من الماء سنويا.

الغابات المطرية لا تزدهر فقط بسبب الأمطار بل هي التي تنتج الأمطار لذلك عندما تقل الغابات المطرية يقل المطر وتزداد الحرائق كتيجة لغياب المياه لكن حتى هذا ليس سببا يجعل غابات الأمازون تحترق بهذا الشكل المهول لانه وخلال هذه السنة ازداد عدد الحرائق في رئة الأرض وهذا كله ليس بسبب الاحتباس الحراري أو الجفاف، لكن هناك أمر وحيد تغير في البرازيل وهو رئيسها “جايير بولسونارو”، فمنذ أن تم تم انتخابه قام بالتراجع عن تدابير الحماية البيئية في البرازيل وفي بداية شهر غشت 2019 قام بطرد رئيس المعهد الوطني للفضاء والأبحاث في البرازيل بعدما أصدر الأخير بيانات تظهر زيادة ظاهرة التصحر في البلد بنسبة 40 في المئة خلال السنة الماضية، لكن الرئيس لم يكن راضيا على هذه البيانات ورفض الفكرة من أساسها وأشار الى أن التصحر في تراجع مستمر وهذه بالطبع كانت كذبة لفقها بولسونارو وعندما تم سؤاله عن سبب الحرائق المهولة أجاب: “ربما تكون بسبب المنظمات البيئية التي تتعمد ذلك من أجل تشويه صورته” لكن بالطبع كانت هذه كذبة ثانية من الرئيس.

غابات الأمازون

ما يحصل في غابات الأمازون الان ليس مجرد كمين شر فقط بل انها ايديولوجية فيها جانب اقتصادي وهو أن هذه الغابات تحتوي على ثروة كبيرة لكن لا أحد يستفيد منها ما دامت ستبقى مجرد غابات ممطرة، والجانب الاخر يتعلق بالحضارة بمعنى علينا ان نجذب الناس للعيش وسط هذه الأدغال المتخلفة وغيرها من الأفكار المتشابهة، ومن أجل الحصول على المال علينا ان تشجع مثل هذه الممارسات الغير قانونية من قطع للأشجار، تخفيظ عمليات التفتيش، تخفيف الظوابط القانونية وتجاهل عمليات الاستيلاء غير المشروع للأراضي حتى يتم قطع جزء من الغابات وحرقها وتعشيبها وبيعها بعد ذلك لاصحاب الماشية. وهناك نوع اخر من الاديولوجيات التي يتطلب التمعن فيه، ففي الحقيقة معطم الأشياء الاجابية التي تحصل في غابات الأمازون هي في صالح الجميع فهي تنتج الاكسجين للجميع وتمتص ثاني أكسيد الكربون للجميع وتحافط على التنوع البيئي للعالم لكن البرازيل لا تحصل على دولار واحد في مقابل كل هذه الأشياء، وبالطبع فمن نظرة الرئيس الجديد من المستحيل ان يسمح بهذا الأمر لأن معتقداته تقول بأن قدرات هذه الأمة لهذه الأمة فحسب خيرات بلدي لبلدي أنا فقط وليس للعالم أجمع .. لكن الأمر لا يبدو عقلانيا بالمرة لأن العالم مهتم بغابات الأمازون المطيرة لحمايتها وحماية الأرض فقط وليس لانها تريد الطعن في قرارات الرئيس التي اتخدها في حق الغابات المطيرة كونها جزءا من البرازيل.

غابات الأمازون

غابات الأمازون ليست خالية من السكان كما يعتقد معظم الناس بل ان بعض القبائل الاصلية ما زالت تعيش هناك وتعتمد على ثروات الغابة كمصدر رزق لها لكن هؤلاء السكان لا ينظر اليهم على أنهم سكان برازليون أصليون. وتجذر الاشارة هنا الى أن تحويل غابات الامازون الى مراعي خضراء سيكون كارثة عظمى ليس فقط على العالم بل أن البرازيل ستكون أول وأكثر متضرر بذلك، فاذا تمعنا في الأمر جيدا سنلاحظ أن البرازيل أقرب بكثير من خط الاستواء مقارنة بشمال افريقيا لكن رغم أن البرازيل تتلقى درجات كبيرة من الطاقة الشمشية أكثر من السعودية لكن بسبب الغابات المطيرة فان حرارتها أقل بكثير وهذا بسبب النتح التبخري.

حوال 70 في المئة من اجمال الناتج المحلي للأمطار في أمريكا الجنوبية يتم في الأماكن التي تمطر فيها غابات الأمازون وحتى الأمطار التي تهطل في أمريكا هي نتاج عن الغابات المطيرة والأمطار تعني الحياة واذا اختفت الغابات اختفت الحياة معها.     

[irp]

Leave a Comment